الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.قال الغزنوي: ومن سورة يوسف:3- {نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}: نبين لك أحسن البيان.4- {يا أَبَتِ}: يا أبي، والتاء للمبالغة، كالعلّامة والنسّابة، أو للتفخيم، كيوم القيامة للقيام، أو منقلبة عن الواو المحذوفة من لام الفعل مثل: كلتا فأصلها كلوا.وأعاد {رَأَيْتُهُمْ} لأنّها رؤية سجودهم له، والأولى رؤيته إياهم.والسجود: الخضوع، والسجود من أفعال ذوي العقل فجاء {ساجِدِينَ} فيمن لا يعقل على صيغة العقل، كقوله: يا {أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ}.5- {يا بُنَيَّ}: ثلاث ياءات: ياء التصغير، والأصلية، وياء الإضافة حذفت اجتزاء بالكسرة.8- {أَبانا لَفِي ضَلالٍ}: غلط في تدبير أمر الدّنيا إذ نحن أنفع له منه.15- {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ}: محذوف الجواب، والكوفيون يجعلون أَجْمَعُوا جوابا، والواو مقمحة، وإقحامها لم يثبت بحجة ولا له وجه في القياس.{غَيابَتِ الْجُبِّ}: أسفله حيث يغيب عن الأبصار.17- {نَسْتَبِقُ}: ننتضل، من السباق في الرّمي، أو نستبق بالعدو. أيّنا أسرع.19- {يا بُشْرى}: موضع الألف فتح، منادى مضاف.{وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً}: المدلي ومن معه لئلا يسألوهم الشركة لرخص ثمنه.20- {وَشَرَوْهُ}: باعوه، {بِثَمَنٍ بَخْسٍ}: ظلم.{وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ}: لعلمهم بظلمهم، وذلك أن إخوته جاءوا إلى البئر ليبحثوا عنه فإذا هم به في يد الواردين، فقالوا: عبدنا وبضاعتنا ثم باعوه منهم.22- {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ}: كمال القوة، من ثمانية عشر إلى ستين.23- {وَراوَدَتْهُ}: طلبته بهوى وميل من الإرادة، وجاءت على المفاعلة لأنها في موضع دواعي الطبعين.{هَيْتَ لَكَ}: هلمّ إلى ما هو لك.{إِنَّهُ رَبِّي}: أي: العزيز مالكي حكما، بل اللّه ربي أحسن مثواي في طول مقامي.24- {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ}: تقديره: ولولا أن رأى برهان ربّه همّ بها، بدليل صرف السوء والفحشاء عنه ولأن {لَوْلا أَنْ رَأى} شرط فلا يجعل الكلام مطلقا.وقيل: همّ بها من قبل الشهوة التي جبل الإنسان عليها لا بعلّة، والثواب على قمعها في وقت غلبتها.ويحكى أن سليمان بن يسار علقته بعض نساء المدينة من صميم شرفها وحسنات دهرها، ودخلت عليه من كل مدخل، ففر من المدينة فرأى يوسف في المنام فقال له: أنت الذي هممت فقال يوسف: وأنت الذي لم تهم.30- {قَدْ شَغَفَها حُبًّا}: بلغ حبّه شغاف قلبها، كما يقال: رأسه، ودمغه.والشّغاف: غلاف القلب جلدة بيضاء.وقيل: الشّغاف: داء تحت الشّراسيف أصابها من حبّه ما يصيب من الشغاف.31- {وَأَعْتَدَتْ}: من العتاد، مُتَّكَأً: مجلسا، أو وسادة، أو طعاما لأن الضيف يطعم ويكرم على متّكاء يطرح له، تقول العرب: اتكأنا عند فلان، أي: طعمنا.أكبرن: أعظمن، وقيل: حضن، وليست من كلام العرب، وعسى أن يكون من شدة ما أعظمنه حضن.32- {فَاسْتَعْصَمَ}: امتنع طالبا للعصمة.33- {السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ}: أي: حبيب، لا أن الحبّ جمعهما، ثم السجن أحب إليّ من الفحشاء.36- {مِنَ الْمُحْسِنِينَ}: في عبارة الرؤيا، وقيل: كان يداوي مرضاهم، ويعزّي حزينهم، ويعين المظلوم، وينصر الضعيف، ويجتهد في عبادة ربه.37- {لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ}: كان يخبر بما غاب مثل عيسى عليه السلام، فقدم هذا على التعبير ليعلما ما خصّه اللّه به.والتأويل الخبر عما حضر بما يؤول إليه فيما غاب.42- {فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ}: أي: ذكر يوسف لملكه، أو أنسى الشيطان أن يذكر اللّه وسوّل له الاستعانة بغيره وزيّن الأسباب التي ينسى معها.والبضع ما دون العشر، من ثلاث إلى عشر.44- {أَضْغاثُ أَحْلامٍ}: أخلاطها وألوانها، والضّغث: ملء الكف من الحشيش الذي فيه كل نبت، والضغث: ما اختلط من الأمر.وفي حديث عمر رضي اللّه عنه: «اللّهم إن كتبت عليّ إثما أو ضغثا فامحه عنّي فإنك تمحو ما تشاء».45- {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ}: بعد انقضاء أمّة من الناس.47- {تَزْرَعُونَ... دَأَبًا}: نصب على المصدر لأن {تَزْرَعُونَ} يدل على تدأبون، أو هو حال، أي: تزرعون دائبين، كقوله: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا}، أي: راهيا.48- {يَأْكُلْنَ}: يؤكل فيهن، على مجاز: ليل نائم.49- {يُغاثُ}: من الغيث، تقول العرب: غثنا ما شئنا.{يَعْصِرُونَ}: أي: العنب، أو ينجون، والعصرة النجاة من الجوع والعطش، وتعصرون: تمطرون من قوله: {وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ}.51- {حاشَ لِلَّهِ}: عياذا به وتنزيها من هذا الأمر.تقول: كنت في حشا فلان: ناحيته، وتركته بحياش البلاد: بالبعد من أطرافها، وهو لا ينحاش من شيء: لا يكترث.{حَصْحَصَ الْحَقُّ}: ظهر وتبين من جميع وجوهه. من حصّ رأسه: صلع، أو من الحصّة، أي: بانت حصّة الحق من الباطل.وقال الأزهريّ: هو من حصحص البعير بثفناته في الأرض إذا برك حتى يتبين آثارها فيه.55- {خَزائِنِ الْأَرْضِ}: معنى اللام تعريف الإضافة لأنها بدل منها، أي: خزائن أرضك، وسأل ذلك لصلاح العباد بحسن تدبيره لها.62- {بِضاعَتَهُمْ}: وكانت ورقا، وإنما ردها ليتوسع بها أبوه وقومه.63- {نَكْتَلْ}: وزنه نفتل محذوف العين، سأله المازنيّ عن ابن السكّيت عند الواثق، فقال: نفعل قال: فماضيه- إذا- كتل.64- {فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظًا}: مصدر، كقراءة من قرأ: {خير حفظا}، كقوله: {أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ} أي: دعاء اللّه.65- {ما نَبْغِي}: ما الذي نطلب بعد هذا؟.{نَمِيرُ أَهْلَنا}: نحمل لهم الميرة وهي ما يقوت الإنسان.{وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ}: كان يعطي كل واحد منهم حمل بعير.{ذلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ}: نناله بيسر.66- {إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ}: إلا أن تهلكوا جميعا.67- {لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ}: خاف عليهم العين.69- {فَلا تَبْتَئِسْ}: أي: لا تبأس، أي: لا يكن عليك بأس بعملهم، والسّقاية والصّواع والصّاع: إناء يشرب فيه ويكال أيضا.والعير: الرفقة.70- {إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ}: كان ذلك من قول الخازن أو الكيّال، ولم يعلم من جعل السقاية فيه، ولو كان قول يوسف فعلى أنهم سرقوه من أبيه.73- {وَما كُنَّا سارِقِينَ}: لأنهم ردوا البضاعة التي وجدوها في رحالهم.75- {مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ}: كان حكم السارق في دين بني إسرائيل أن يسترقّه صاحب المال.وتقدير الإعراب: جزاؤه استرقاق من وجد في رحله فهذا الجزاء جزاؤه، كما تقول: جزاء السارق القطع فهو جزاؤه لتقرير البيان.76- {كَذلِكَ كِدْنا}: صنعنا ودبّرنا، أو أردنا، أو كدنا إخوته له ووعظناهم بما دبّرنا في أمره.{ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ}: كان حكم السارق الضرب والضمان في دين الملك.وتسريق أخيه مع براءته احتيال تضمّن وجوها من الحكمة: من أخذه عنهم على حكمهم، وأن أخاه كان عالما بالقصة فلم يكن بهتانا وأن القصة كانت بغرض الظهور وأنه كالتلعب بهم مع ما جدّوا في إهلاكه، ويكون ذلك من الملاينة والمقاربة، وأنه جعل لهم مخلصا لو فطنوه، فإنه جعل بضاعتهم في رحالهم ولم يعلموا فهلّا قالوا: الصّواع جعلت في رحالنا بغير علمنا.77- {فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ}: قيل: كان يوسف في صباه- أخذ شيئا من الدار ودفعه إلى سائل. وقيل: كان في حضانة عمته، فلما أراد يعقوب أخذه منها على كراهتها جعلت مخنقة في جيبه من غير علمه وسرّقته لتسترقه فتمسكه.80- {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا}: يئسوا.{نَجِيًّا}: جمع ناج.{وَمِنْ قَبْلُ ما فَرَّطْتُمْ}: موضع ما نصب بوقوع الفعل عليه، وهو وما بعده بمنزلة المصدر كأنه: ألم تعلموا ميثاق أبيكم وتفريطكم.والكظيم: الصّابر على حزنه، من كظم الغيظ، أو الممتلئ حزنا كالسقاء المكظوم.85- {تَفْتَؤُا}: لا تفتؤا، أي: لا تنفك.86- {بثِّي}: هو تفريق الهمّ بإظهاره عن القلب.والتحسّس: طلب الشّيء بالحسّ.88- {مُزْجاةٍ}: يسيره لا يعتدّ بها.89- {هَلْ عَلِمْتُمْ}: معنى هَلْ هاهنا التذكير بحال يقتضي التوبيخ، والذي فعلوه بأخيه هو إفراده عن أخيه لأبيه وأمه مع شدّة إذلالهم إياه.{إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ}: أي: جهل الصبا فاقتضى أنهم الآن على خلافه، ولولا ذلك لقال: وأنتم جاهلون، وحين قال لهم هذا أدركته الرقّة فدمعت عينه.92- {لا تَثْرِيبَ}: لا تعيير. ثرّب: عدّد ذنبه.{تُفَنِّدُونِ}: تعذلون.95- {ضَلالِكَ الْقَدِيمِ}: محبتك أو محنتك.100- {وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ}: وكانوا بادية، أهل وبر ومواش.والبادية: القوم المجتمعون الظاهرون للأعين، وعادة العامة أن البادية بلد الأعراب.{نَزَغَ الشَّيْطانُ}: أفسد ما بينهم.106- {وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}: هو إيمان المشركين باللّه وأنه الخالق الرازق ثم الأصنام شركاؤه وشفعاؤه. وقيل: إنه مثل قول الرجل: لولا اللّه وفلان لهلكت، وقال الحسن: هم أهل الكتاب معهم شرك وإيمان. وإنما كان اليهوديّ مشركا مع توحيده لأن عظم جرمه بجحده النّبوّة قد قام مقام الإشراك في العبادة. وجاز أن يجتمع كفر وإيمان ولا يجتمع صفة مؤمن وكافر لأن صفة مؤمن مطلقا صفة مدح ويتنافى استحقاق المدح والذم.109- {وَلَدارُ الْآخِرَةِ}: دار الحالة الآخرة، كقوله: {وَحَبَّ الْحَصِيدِ}: أي: وحبّ الزّرع الحصيد.110- {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا}: بالتشديد الضمير للرسل. والظن بمعنى اليقين، أي: لما استيأس الرسل من إيمان قومهم وأنهم كذبوهم جاءهم نصرنا، وبالتخفيف الضمير للقوم، أي: حسب القوم أن الرسل كاذبون فهم على هذا مكذوبون لأن كل من كذبك فأنت مكذوبه، كما في صفة الرسول عليه السلام الصّادق المصدوق، أي: صدّقه جبريل عليه السلام.وسئل سعيد بن جبير عنها- في دعوة حضرها الضحاك مكرها- فقال: نعم حتى إذا استيئس الرسل من قومهم أن يصدقوهم وظن قومهم أن الرسل كذبوهم. فقال الضحاك: ما رأيت كاليوم قط، رجل يدعى إلى علم فيتلكأ!! لو رحلت في هذا إلى اليمن لكان يسيرا. اهـ.
|