الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{من خشية الله} كاف.{يتفكرون} تام.{إلاَّ هو} جائز لأن عالم يصلح بدلًا من الضمير المرفوع أو خبر ضمير آخر محذوف أي هو عالم.{والشهادة} كاف وكذا {الرحيم} ومثله {المتكبر}.{يشركون} تام والوقف على {المصور} بكسر الواو وضم الراء وهو خبر جائز وقرأ علي بن أبي طالب {المصور} بفتح الواو والراء كأنَّه قال الذي برأ المصور وعلى هذه القراءة يحرم الوقف على {المصور} بل يتعين الوصل ليظهر النصب في الراء وإلاَّ توهم كونه تعالى مصورًا وذلك محال وترك ما يوهم واجب وهو من القطع كأنَّه قيل أمدح المصور كقولهم الحمد لله أهل الحمد بنصب أهل أو هو منصوب بالبارئ أي برأ المصور يعني آدم وبنيه والعامة على كسر الواو ورفع الراء لأنَّه صفة أو خبر.{له الأسماء الحسنى} حسن ومثله {والأرض}.آخر السورة تام. اهـ.
.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة: .قال ابن جني: سورة الحشر:{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}قرأ: {كَيْ لا تكُونَ دُولَةً}، بالتاء مرفوعة الدال والهاء- أبو جعفر يزيد.قال أبو الفتح: منهم من لا يفصل بين الدولة والدولة، ومنهم من يفصل فيقول: الدولة في الملك، والدولة في الملك. {وتكون} هنا هي التامة، ولا خير لها، أي: كي لا تقع دولة أو تحدث دولة بين الأغنياء. وإن شئت كانت صفة لـ {دولة}، وإن شئت كانت متعلقة بنفس {دولة}، تداول بين الأغنياء، وإن شئت علقتها بنفس {تكون} أي: لا تحدث بين الأغنياء منكم، وإن شئت جعلتها {كان} الناقصة، وجعلت {بين} خبرها.والأول الوجه، ومعناه: كي لا تقع دولة فيه أو عليه، يعنى على المفاء من عند الله.ومن ذلك قراءة أبي رجاء وأبي حية: {جُدْر}، بضم الجيم، وتسكين الدال.قال أبو الفتح: هذه مخففة من جدر، جمع جدار. وأما من قرأ: {مِنْ وَرَاءِ جِدَار} فيحتمل أمرين:أحدهما أن يكون واحد وقع موقع الجماعة، كقوله تعالى: {ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا}، أي: أطفالا.وفيه وجه آخر لطيف، وفيه الصنعة، وهو أن يكون {جدار} تكسير جدار أيضا، فتكون ألف جدار في الواحد، كألف كتاب وحساب، وفي الجماعة كألف ظراف وكرام.ومثله مما كسر من فعال على فعال قولهم: ناقة هجان ونوق هجان، ودرع دلاص وأدرع دلاص. ويدل على أن هجانا ليس لفظا واحد يقع على الواحد فما فوقه كجنب وبابه- قولهم: هجانان، وهذا واضح.وإنما جاز تكسير فعال على فعال من حيث كانت فعال أخت فعيل. ألا ترى كل واحد منهما ثلاثيا وقيل لامه حرف لين؟ فكما كسر فعيل على فعال كشريف وشراف، وكريم وكرام- كذلك أيضا جاز تكسير فعال على فعال، وكما أن ألف جدار في الواحد ليست ألف جدار في الجمع- فكذلك كسرة الجيم فيه غير كسرته فيه، وفتحة الدال فيه غير فتحته فيه، كما أن كسرة الشين في شراف غير فتحتها في شريف، وكما أن فتحة الدال في جدار غير كسرة الراء من شريف.فهذا الخلاف لفظا هو الذي سوغ اعتقاد المتفقين لفظا مختلفين تقديرا ومعنى.وهذا غور من العربية بطين، وله نظائر كثيرة، وفيه صنعة لطيفة، وقد أفردنا له بابا في كتابنا الخصائص فيما اتفق لفظه واختلف معناه من الحروف والحركات والسكون، ومثله سواء قول الله تعالى: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا4}، يكون (إمام) مع إمام، على ما شرحناه في جدار. وذهب أبو الحسن إلى أنه جمع آم، كقائم وقيام.ومن ذلك قال ابن مجاهد وأبو حاتم عن يعقوب، قال: سمعت أعرابيا يكنى أبا الدينار عند الكسائي يقرأ: {الْقَدُّوس}، بفتح القاف.قال أبو الفتح: فعول في الصفة قليل، وذكر سيبويه في الصفة السبوح، والقدوس، وحكى في الصفة أيضا السبوح، والقدوس، بالضم، وإثبات الفعول الاسم كشبوط، وسمور، وتنور، وسفود، وهبود،- لجبل باليمامة،- وعبود.ومن ذلك قرأ الأعمش: {وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِمْرًا}.قال أبو الفتح: هو راجع بالمعنى إلى أنه من قولهم: منديل الغمر؛- لأنه الدنس وفساد المعتقد، وكلام العرب لطيف المذهب، وكريم المضطرب لكن بقي من يشبه، وينجلي بنظره أغماؤه وأشبه. اهـ..قال الدمياطي: سورة الحشر مدنية.وآيها أربعة وعشرون.مشبه الفاصلة خمسة:{لم يحتسبوا} {وأيدي المؤمنين} {ولا ركاب} {أحدا أبدا} {بينهم شديد}.القراءات:أمال {فآتاهم الله} حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه، وهو مقصور وفاقا لأنه بمعنى المجيء.وقرأ {في قلوبهم الرعب} بكسر الهاء والميم أبو عمرو ويعقوب وضمها حمزة والكسائي وخلف وكسر الهاء وضم الميم والباقون ومثله {لإخوانهم الذين} وكذا و{عليهم الجلاء} إلا أن يعقوب كحمزة فيها.وضم عين {الرعب} ابن عامر والكسائي وأبو جعفر ويعقوب ومر بالبقرة.واختلف {يخربون} الآية 2 فأبو عمرو بفتح الخاء وتشديد الراء وافقه الحسن واليزيدي والباقون بسكون الخاء وتخفيف الراء وهما بمعنى عداه وأبو عمرو بالتضعيف وغيره بالهمزة لكن حكي عن أبي عمرو أنه قال إن خرب بالتشديد هدم وأفسد وأخرب ترك الموضع خرابا وذهب عنه.وقرأ: {بيوتهم} الآية 2 بكسر الباء قالون وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف وعن الحسن الجلاء بلا مد ولا همز.واختلف في {يكون دولة} (الآية 7) فأبو جعفر وهشام من أكثر طرق الحلواني عنه {تكون} بتاء التأنيث {دولة} بالرفع على أن كان تامة وهي طريق ابن عبدان عن الحلواني وروى الجمال وغيره التذكير مع رفع {دولة} لكون الفاعل مجازي التأنيث ولم يختلف عن الحلواني في رفع {دولة} وروى الداجوني عن أصحابه عن هشام التذكير مع النصب وبه قرأ الباقون على أن كان ناقصة واسمها ضمير الفيء و{دولة} خبرها ولا يجوز النصب مع التأنيث وإن توهمه بعض شراح الشاطبية من ظاهر كلام الشاطبي رحمه الله لانتفاء صحته رواية ومعنى كما نبه عليه في النشر.قال الجعبري وإنما امتنع التأنيث مع النصب لأن الفاعل مذكر فلا يجوز تأنيث فعله قال أبو عمرو والدولة بالضم ما ينتقل من النعم من قوم إلى آخرين وبالفتح الظفر والاستيلاء في الحرب.وأمال {أتاكم ونهاكم} حمزة والكسائي وخلف وقللهما الأزرق بخلفه.ومر للأزرق طرق خمسة في {أتاكم}.وقرأ: {ورضوانا} الآية 8 بضم الراء أبو بكر.وقرأ {رءوف} بالقصر بلا واو أبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف.وأمال {قرى محصنة} وقفا أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق.واختلف في: {جدر} الآية 14 فابن كثير وأبو عمرو {جدار} بكسر الجيم وفتح الدال وألف بعدها على التوحيد وافقهما اليزيدي وابن محيصن بخلفه وعنه فتح الجيم وسكون الدال بلا الألف لغة فيه وعن الحسن ضم الجيم وسكون الدال مع حذف الألف والباقون بضم الجيم والدال على الجمع وأماله أبو عمرو.وقرأ: {تحسبهم} الآية 16 بكسر السين نافع وابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف عن نفسه ومر بالبقرة.وأمال {شتى} حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وأبو عمرو كذلك.وقرأ: {بريء} الآية 16 بالإبدال والإدغام أبو جعفر ووقف عليه حمزة وهشام بخلفه كذلك ويجوز فيه الروم والإشمام وفتح ياء الإضافة من إني أخاف نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وعن الحسن عاقبتهما بالرفع اسما لكان وأن وما في حيزها خبر والجمهور عكسوا وهو الراجح كما مر وعن المطوعي خالدان بالألف رفعا خبر أن والظرف لغو ونقل القرآن ابن كثير ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على {ذلك جزؤا} ونحو مما رسم بواو بعد الزاي وألف باثني عشر وجها مرت مبنية في بعض النظائر منها أنبؤا ما كانوا أول الأنعام.وأمال {البارئ} الدوري عن الكسائي والباقون بالفتح وعن ابن محيصن بخلفه بياء مضمومة بدل الهمزة وعنه أيضا المصور بفتح الراء على القطع أي أمدح وعن الحسن فتح الواو والراء مفعولا بالبارئ أي خالق الشيء المصور أمام آدم أو هو وبنوه قال السمين وعليها يحرم الوقف على {المصور} بل يحب الوصل ليظهر النصب في الراء لئلا يتوهم منه في الوقف ما لا يجوز.المرسوم:اتفقوا على كتابة {وذلك جزؤا الظالمين} بواو بعد الزاي.وألف ياءات الإضافة واحدة {إني أخاف} الآية 16. اهـ..قال عبد الفتاح القاضي: سورة الحشر:{وهو} {بيوتهم}، {بأيديهم}، {فاعتبروا} {عليهم الجلاء}، {عليه}، {من خيل}، {ورضوانا}، {إليهم} {ويؤثرون}، {رءوف} لا يخفى كله.{قلوبهم الرعب} سبق حكم الهاء والميم مرارا.وضم عين {الرعب} الشامي والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وأسكنها غيرهم.{يخربون} قرأ أبو عمرو بفتح الخاء وتشديد الراء وغيره بإسكان الخاء وتخفيف الراء.{كي لا يكون دولة} قرأ أبو جعفر وهشام بخلف عنه يكون بتاء التأنيث و{دولة} برفع التاء والوجه الثاني لهشام التذكير في {يكون} مع رفع دولة أيضا فيكون له في {يكون} التأنيث والتذكير وفي {دولة} الرفع فقط والباقون بياء التذكير في {يكون} ونصب التاء في {دولة}. ولا يجوز في قراءة ما تأنيث يكون مع نصب {دولة}.{آتاكم} أوجه ورش الأربعة لا تخفى.{تبوءوا} لورش حال الوقف ثلاثة البدل ولحمزة عند الوقف كذلك تسهيل الهمزة بين بين وحذفها فيصير النطق بواو ساكنة بعد الواو المفتوحة المشددة.{رحيم} آخر الربع.الممال:{النار} معا.و{ديارهم} معا.و{الأبصار} بالإمالة للبصري والدوري والتقليل لورش.{فأنساهم} {فأتاهم} {واليتامى} {وآتاكم} و{نهاكم} بالإمالة للأصحاب والتقليل لورش بخلف عنه.{الدنيا} و{القربى} بالإمالة للأصحاب والتقليل للبصري وورش بخلف عنه.
|