الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)
.الخبر عن دولة وشمكير وبنيه من الجيل اخوة الديلم وما كان لهم من الملك والسلطان بجرجان وطبرستان وأولية ذلك ومصايره. قد تقدم لنا ذكر مرودايج بن زيار وأنه كان من قواد الديلم للأطروش وأنه من الجيل إخوة الديلم وكانت حالهم واحدة وكان منهم قواد للعلوية استظهروا بهم على أمرهم حتى إذا انقرضت دولة الأطروش وبنيه على حين فشل الدولة العباسية ومحي أعمالها من السلطان ساروا في النواحي لطلب الملك متفرقين فما فملكوا الري وأصفهان وجرجان وطبرستان والعراقين وفارس وكارمان كل منهم في ناحية وتغلب بنو بويه على الخليفة وحجروه إلى آخر أيامهم وذكرنا أن مرداويج عندما استفحل ملكه بعث عن أخيه وشمكير من بلاد كيلان سنة عشرين وأربعمائة فاستظهر به على أمره وولاه على الأعمال الجليلة وكان قد استولى على أصفهان والري وأصبح من أعظم الملوك وكان له أموال من الأتراك تنكروا له لشدته عليهم فاغتالوه وقتلوه في محرم سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة فاجتمعت العساكر بعده على أخيه وشمكير بالري وبعث إلى ماكان بن كالي وهو بكرمان بعدما ملكها من أبي علي بن إلياس بالمسير إليه بالري مع ابن محتاج وسار ما كان على المفازة إلى الدمغان وبعث وشمكير قائده تاتجيز الديلمي مع جيش كثيف لاعتراضه ومع ما كان عسكر ابن مظفر مددا له فتقاتلوا وهزمهم تاتجيز فعادوا إلى نيسابور وجعلت ولايتها لما كان وقد مر ذكر ذلك كله ثم سار تاتجيز إلى جرجان وأقام بها ثم هلك آخر السنة من سقطة عن فرسه فاستولى عليها ماكان وحاصره ابن محتاج سنة ثمان وعشرين وثلثمائة فملكها وسار ما كان إلى طبرستان فأقام بها وكان ركن الدولة بن بويه غلب على أصفهان فبعث وشمكير عساكره إلى ماكان مددا له في حروبه مع ابن محتاج فاغتنم ركن الدولة خلو وشمكير من العساكر فسار إلى أصفهان فملكها واتصل ما بينه وبين صاحب خراسان وانفرد وشمكير بملك الري..استيلاء عساكر خراسان على الري والجيل وملك وشمكير طبرستان. لما ملك ركن الدولة أصفهان وصل يده بأبي علي بن محتاج صاحب خراسان هو وأخوه عماد الدولة صاحب فارس وحرضاه على أخذ الري من وشمكير رجاء أن يكون طرفا لعمله فيتمكن به من ملكها فسار أبو علي لذلك واستمد وشمكير ما كان للمدافعة فجاء بنفسه وبعث ركن الدولة مددا لابن محتاج فلقوه بإسحاقأباد وتقاتلوا فانهزم وشمكير ولحق بطبرستان فملكها وقتل ماكان بالمعركة واستولى أبو علي على الري ثم بعث أبو علي العساكر إلى بلد الجيل فاستولى على زنكان وأبهر وقزوين وكرج وهمذان ونهاوند والدينور إلى حلوان..استيلاء الحسن بن القيرزان على جرجان. كان الحسن بن القرزان ابن عم ماكان وكان مناهضه في الصرامة فلما قتل ماكان وملك وشمكير طبرستان بعث إليه بالدخول في طاعته فأبى ونسبه إلى المواطأة على قتل ما كان فقصده وشمكير ففارق سارية وسار إلى ابن محتاج صاحب خراسان واستنجده فسار معه ابن محتاج وحاصر وشمكير بسارية حولا كاملا حتى رجع إلى طاعة ابن سامان وأعطى إبنه سلار رهينة بذلك ورجع هو والحسن إلى خراسان وهو مكابده للصلح ولقيهما موت سعيد بن سامان فثار الحسن بأبي علي بن محتاج ونجا سواده وأخذ ابن وشمكير الذي كان عنده ورجع فملكها من يد إبراهيم بن سيجور الدواني ولحق ابن سيجور بنيسابور فعصى علي بن محتاج كما مر في أخبارهم..رجوع الري لوشمكير واستيلاء ابن بويه عليها. لما انصرف أبو علي إلى خراسان وفعل به الحسن ما ذكرناه سار وشمكير إلى الري فملكها وراسله ابن القيرزان يستميله ورد عليه ابنه سلار فصانعه ولم يبالي محافظة على عهد ابن محتاج ثم طمع ركن الدولة بن بويه في ملك الري لخلو يده وقلة عسكره فسار إليه وهزمه واستأمن كثير من عسكره إليه وملك الري ورجع وشمكير إلى طبرستان فاعترضه الحسن وهزمه فلحق بخراسان وراسل ابن القيرزان ركن الدولة بن بويه وواصله..استيلاء وشمكير على جرجان. لما ملك ابن بويه الري من يد وشمكير ولحق طبرستان واعترضه ابن القيرزان وهزمه ولحق بخراسان سار إلى نوح بن سامان مستنجدا به وبعث معه عسكرا وأرسل إلى ابن محتاج صاحب خراسان بمظاهرته فبعثه فيمن معه إلى جرجان وبها الحسن بن القيرزان فهزمه وشمكير وملك جرجان.
|