محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني فقيه مجتهد من كبار علماء اليمن، من أهل صنعاء. ولد بهجرة شوكان (من بلاد خولان، باليمن) سنة (1173 هـ) ونشأ بصنعاء، وولي قضاءها سنة 1229 ومات حاكمًا بها، في سنة (1250 هـ) وكان يرى تحريم التقليد. له 114 مؤلفًا.
هذا الكتاب من الكتب الفقهية الموسومة بسمة الاجتهاد، ونبذ التقليد، قَرَّب فيه مصنفه أوطاره، وشرح أخباره، وجعل معانيَه وأسراره دانيةَ القطوف، تُشبع حاجة الطالب، وتُرضي نُهمة الراغب.وقد اشتمل شرحه على فوائد عالية، ومزايا سامية، يقل أن توجد في غيره من كتب الفقه. والكتاب قائم على استنباط الأحكام الفقهية، واستلهام المعاني الشرعية من دَلالات النصوص الحديثية.
هذا الكتاب يبحث في علم أصول الفقه، وقد قصد فيه مؤلفه بيان الراجح من المرجوح، وأوضح فيه السقيم من الصحيح في مسائل علم الأصول، ليكون العالم الأصولي على بصيرة من علمه، وقد رتب كتابه على مقدمة، وسبعة مقاصد وخاتمة
يعد الكتاب أصلا من أصول التفسير، ومرجعا مهما في التفسير بالمعقول . حيث جمع بين فني التفسير بالرواية والتفسير بالدراية، وقد بين الشوكاني طريقته ومنهجه في التفسير : بأن يذكر الآيات، ثم يفسرها تفسيرا معقولا ومقبولا، ثم ينقل الروليات التفسيرية الواردة عن السلف، ويعتمد على التفاسير السابقة له، وخاصة تفسير ابن عطية الدمشقي، وابن عطية الأندلسي، والقرطبي والزمخشري، كما يعتمد على أبي جعفر النحاس، والمبرد، والنحاس، وغيرهم من أئمة اللغة، في بيان المعنى العربي، والإعرابي، والبياني، ويذكر المناسبة بين الآيات، ويحتكم إلى اللغة في الترجيح، ويتعرض أحيانا للقراءات السبع، ويعرض لمذاهب العلماء الفقهية في آيات الأحكام، ويذكر أقوالهم وأدلتهم، ويرجح بينها ويدلي برأيه في مسائل الإجتهاد والإستنباط، لأنه يرى نفسه مجتهدا، ويختم تفسير بعض الآيات بالأحاديث والأخبار التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن السلف. لكن يؤخذ على الكتاب نقله للروايات الموضوعة أو الضعيفة التي يذكرها بعض المفسرين، ولا ينبه عليها، مكتفيا بعزوها إلى كتب التفسير الأخرى، لكن ميزاته أكثر، وخاصة أنه أحاط بما كتبه السابقون .
متن فقهي، يتميز بذكر الراجح من المسائل، دون التقيد بمذهب معين، ويمتاز بسهولة عبارته، وبعده عن تكلف المسائل وافتراضها. وقام مؤلفه بشرحه شرحاً نافعاً وسماه (الدراري المضيئة) أورد فيه الأدلة التي بنى عليها ذلك المؤلف.