عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالولاء، أبو بشر، الملقب سيبويه، إمام النحاة، وأول من بسط علم النحو، ولد في إحدى قرى شيراز سنة (148هـ)، وقدم البصرة، فلزم الخليل بن أحمد ففاقه. وصنف كتابه المسمى «كتاب سيبويه» في النحو، لم يصنع قبله ولا بعده مثله، ورحل إلى بغداد، فناظر الكسائي، وأجازه الرشيد بعشرة آلاف درهم. وعاد إلى الأهواز فتوفي بها، وقيل: وفاته وقبره بشيراز، وكانت في لسانه حبسة. وسيبويه بالفارسية رائحة التفاح، وكان أنيقا جميلا، توفي شابا سنة (180هـ) وقيل غير ذلك في سنة وفاته.
يعد هذا الكتاب أول كتاب نحوي وصل إلينا، وقد جمع فيه مصنفه عددًا من علوم العربية كالنحو والصرف والأصوات اللغوية وغيرها، وقد أكثر فيه المصنف من الاستشهاد بالقرآن الكريم وأشعار العرب والأمثال وكلام العرب الفصحاء، للاحتجاج وإقامة الدليل الصحيح على كل مسألة، في حين قلل من الاستشهاد بالحديث النبوي الشريف؛ نظرًا لما يدخل فيه من مسألة الحكم عليه بالصحة والضعف والرواية بالمعنى، والكتاب يفتقر إلى الترتيب المنظم في الأبواب.